أثر شبكات التواصل الاجتماعي في الهوية الثقافية (المكوّن اللغوي أنموذجا)

Abstract

صار العالم الافتراضي اليوم موازيا للعالم الواقعي وينافسه سعة وحركة وتمثّلا، وإن كان لا يجدّ بدّا من النّهل منه ووصف كاستينغاته والعمل ببراديغماته، مستثمرا المتاح من الأنساق التواصلية وفي ناصيتها اللغة، وقد منحته آليات التقانة إمكانات الوضع والابتداع حتّى صيّرها لغة داخل اللغة، ولا شكّ أنّ لهذا الصّنيع مبرّراته ومناصروه أيضا، غير أنّه في ميزان الأدبيّات الاجتماعية مهدّد فعليّ لسلامة البنى التّحتية للهويّات الثقافية، ولمّا كانت اللغة وعاء الثقافة وناقلها الحيوي الأمين فلا مراء أنّ أيّ فساد في المكوّن اللغوي الافتراضي هو مساس بالانتماء وترشيح الهوية للتصدّع بل الضّياع إن استمرّ في افتقاده للآليات التخطيطية الملائمة لدوره الحضاري.